مضى ما يقرب عن عقدين من الزمن والسلطات المغربية تنكر بشدة وجود معتقل للموب البطئ على أرضها في تخوم الصحراء يسمى تزممارت. في دياجير تلك الربوع الظلامية الرهيبة، دفن أحياء ثمانية وخمسون ضابطا وضابط صف لضلوعهم عن غير قصد في محاولتين انقلابيتين فاشلتين (أحداث الصخيرات يوم 10 تموز/يوليو 1971، وأحداث طائرة البوينغ الملكية يوم 16 آب/غشت 1972) . بعد اعتقال مرير في ظروف مروعة جهنمية دامت ما يفوق عن ثمانية وعشرين سنة، ألقت تزممارت أخيرا ما بجوفها ، فقذفت بثمانية وعشرين إلى الخارج وهم نصف أحياء، واحتفظت في أحشاء رمالها باثنين وثلاثين ضحية.
عدد الصفحات : 446
الناشر : المركز الثقافي العربي